ملخص:

يعاني قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 إحدى أشدّ الحروب الإسرائيلية عنفًا على المدنيين العزّل، حيث عكست الأحداث مستوى غير مسبوق من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين. في هذا السياق، تهدف الدراسة إلى تحليل مواقف الأحزاب السياسية الإسلامية في جنوب إفريقيا من هذه الحرب، مع التركيز على كيفية تأثر مواقفها بالتجربة التاريخية لممارسات الفصل العنصري التي عانت منها جنوب إفريقيا.

تخلص الدراسة إلى أن مواقف هذه الأحزاب تتأسس على مزيج من الانتماء الإسلامي والتاريخ المشترك للنضال ضد العنصرية، مما يجعل القضية الفلسطينية محورًا مركزيًّا في خطاباتها السياسية. كما تشير النتائج إلى أن “حزب الجماعة” يتسم بنشاط ملحوظ في الدعوة إلى دعم الفلسطينيين من خلال مبادرات برلمانية وميدانية، في حين يبرز “حزب مؤتمر مسلمي الكيب” بخطابه الحاد ضد الصهيونية والداعمين لها، مع محدودية نشاطه الميداني. وتؤكد الدراسة أهمية تعزيز هذه المواقف وتطويرها لتشكيل قوة أكثر تأثيرًا على المستوى المحلي والإقليمي في دعم الفلسطينيين وحقهم في الحرية والاستقلال.

الكلمات المفتاحية: غزة، الإبادة الجماعية، الفصل العنصري، جنوب إفريقيا، حزب الجماعة، مؤتمر مسلمي الكيب، الصهيونية.

______________________________________

* د. أشرف محمد عبيد، أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة منيسوتا الإسلامية بالولايات المتحدة الأميركية فرع موريتانيا، والجامعة الإفريقية العربية الإسلامية (القاضي عمَّار فال)‏.

Dr. Ashrf Mohamed Ebied, Assistant Professor of Political Science at the Islamic University of Minnesota, USA, Mauritania Branch, and the Arab African Islamic University (Judge Ammar Fall).

Abstract:

Since October 2023, the Gaza Strip has been enduring one of the most brutal Israeli offensives against defenseless civilians, reflecting an unprecedented scale of genocide and ethnic cleansing against Palestinians. In this context, the study aims to analyse the positions of Islamic political parties in South Africa towards this war, with a particular focus on how their stances are shaped by South Africa’s historical experience with apartheid.

The study concludes that these parties’ positions are rooted in a combination of Islamic identity and a shared history of resistance against racism, which positions the Palestinian cause as a central element in their political discourse. The findings also indicate that Al Jama-Ah Party is notably active in advocating for Palestinian support through parliamentary and grassroots initiatives, while the Cape Muslim Congress is distinguished by its strong rhetoric against Zionism and its supporters, though its field activities are more limited. The study underscores the importance of strengthening and further developing these positions to create a more influential force at both the local and regional levels in supporting Palestinians and their right to freedom and independence.

Keywords: Gaza, genocide, apartheid, South Africa, Al Jama-Ah Party, Cape Muslim Congress, Zionism.

 

مقدمة

شهد قطاع غزة حربًا إسرائيلية على المدنيين العزّل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يشهدها الشعب الفلسطيني بمثل هذه الحدة منذ احتلال فلسطين عام 1948. أثارت هذه الحرب مشاعر تعاطفٍ واسعةً على مستوى العالم مع الفلسطينيين الذين يعانون القصف بالصواريخ والمدفعية ليلًا ونهارًا. جاءت هذه الأحداث في أعقاب هجوم يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول المعروف بعملية “طوفان الأقصى”؛ مما أدى إلى ردٍّ إسرائيليٍّ غير مسبوقٍ، اتسم بالانتقام الشديد من المدنيين العزّل.

شهدت العديد من دول العالم، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة، مظاهراتٍ متواصلةً مؤيدةً للشعب الفلسطيني، مطالبةً بإنهاء الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين، لا سيما النساء والأطفال والمسنّين. ومن بين الدول البارزة في هذا السياق جنوب إفريقيا، حيث أعرب الحزب الحاكم ومعظم الأحزاب السياسية الإسلامية عن دعمهم للفلسطينيين. ولا تزال ذاكرة هذه الأحزاب والمواطنين في جنوب إفريقيا مثقلةً بتجارب الفصل العنصري ومعاناتهم الطويلة؛ مما يجعلهم أكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين الذين يعانون من الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العنصرية.

بناءً على هذا السياق، تتناول هذه الورقة الحرب على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومواقف الأحزاب السياسية الإسلامية في جنوب إفريقيا من هذه الحرب، وذلك من خلال ثلاثة أقسام: القسم الأول: الحرب على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، القسم الثاني: مواقف الأحزاب السياسية الإسلامية من حرب الإبادة الجماعية في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، القسم الثالث: تفسيرٌ وتقييمٌ لمواقف الأحزاب السياسية الإسلامية من حرب الإبادة الجماعية في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

القسم الأول: الحرب على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023

يتناول هذا القسم بداية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وما اتسمت به من مظاهر الإبادة ونتائج هذه الحرب.

 

أولًا: بداية حرب الإبادة

منذ بدء العمليات العسكرية التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي تحت اسم “السيوف الحديدية” -عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (طوفان الأقصى) الذي شنته المقاومة الفلسطينية ردًّا على ممارسات الاحتلال العنصرية ومحاولات تهويد المسجد الأقصى والاعتداءات المتكررة عليه من قبل المستوطنين- ارتفعت أعداد القتلى والمصابين من المدنيين الفلسطينيين إلى عشرات الآلاف.

نتيجة لذلك، قامت دولة جنوب إفريقيا برفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023 ضد إسرائيل، متهمةً إياها بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، وهي سابقة لم تحدث من قبل. كما استدعت سفير إسرائيل لديها احتجاجًا على ما وصفته بـ”السلوك المؤسف المرتبط بالحرب على غزة”. وفي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، استدعت جنوب إفريقيا جميع دبلوماسييها من إسرائيل ودعت الأمم المتحدة إلى نشر قوة دولية سريعة لحماية المدنيين في غزة، مع المطالبة بتدابير حماية مؤقتة للفلسطينيين. وفي 26 يناير/كانون الثاني 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية حكمها بإقرار سلسلة من الإجراءات والتدابير المؤقتة لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مطالبة إسرائيل بالعمل الفوري بها. كما طالبت المحكمة إسرائيل برفع تقرير خلال شهر عن التدابير التي اتخذتها، واتخاذ خطوات فورية لتحسين الوضع الإنساني ومنع المزيد من التدمير في القطاع. ومع ذلك، تفاقمت الأوضاع سوءًا، حيث لم تتوقف أعمال القتل والتدمير التي طالت الأحياء السكنية ومظاهر الحياة في غزة. وبدأ شبح المجاعة يلوح في الأفق؛ مما دفع المقررة الأممية إلى القول في تقريرها حول غزة:

“لقد آن الأوان للتحرك لمنع الإبادة الجماعية. يتعين على الدول الأخرى ممارسة ضغوط سياسية على الأطراف المتحاربة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الذي تبناه مؤخرًا، والذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار. يجب على هذه الدول استخدام نفوذها للإصرار على تقيّد إسرائيل بالقرار، بما في ذلك وقف القصف ورفع القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية. كما يجب عليها فرض حظر أسلحة شامل على جميع أطراف الصراع، وممارسة الضغط على حماس وغيرها من الجماعات المسلحة لتحرير جميع الرهائن المدنيين”(1).

صدر التقرير بعد شهرين من قرار محكمة العدل الدولية الذي حذّر من وجود خطر معقول بوقوع إبادة جماعية في القطاع.

 

ثانيًا: مظاهر حرب الإبادة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صحفي بعنوان “أرقام وإحصاءات إنسانية مخيفة” أن 70% من سكان قطاع غزة (2.2 مليون نسمة) أصبحوا نازحين قسرًا عن منازلهم نتيجة القصف والغارات الإسرائيلية المكثفة. وأكد البيان أن قطاع غزة تعرّض لقصف بألف طنّ من المتفجرات، بمعدل 82 طنًّا لكل كيلومتر مربع، وأن حوالي 2% من إجمالي سكان القطاع تحولوا إلى ضحايا مباشرين جراء هذا العدوان، إما شهداء أو جرحى. كما أوضح البيان أنه يتم تسجيل إصابة كل دقيقة، وشهيد كل أربع دقائق، وطفل شهيد كل عشر دقائق، وامرأة شهيدة كل اثنتي عشرة دقيقة (1).

وأشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن حصة الفرد الواحد من المتفجرات نتيجة الهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع تتجاوز عشرة كيلوغرامات (2).

وفيما يلي بعض الأعمال العدوانية للاحتلال في قطاع غزة:

استهداف القطاع الصحي

خرج معظم مستشفيات القطاع من الخدمة بعد مرور أكثر من سبعين يومًا على بدء العدوان، جرّاء القصف والتدمير المتعمد من الاحتلال وتوقف خدمات الإسعاف، وتدمير المدارس والبنى التحتية في كلّ القطاع واستهداف منازل المدنيين؛ مما أدى إلى نزوح 85% من الغزيين، حسب الأونروا. كما جرفت قوات الاحتلال خيام النازحين في ساحة مستشفى كمال عدوان قبل أن تنسحب منه، ودفنت عشرات النازحين والمرضى والجرحى وهم أحياء داخل المستشفى وفي محيطه(3).

المقابر الجماعية

قام المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بتوثيق أكثر من مئة وعشرين مقبرة جماعية عشوائية في محافظات قطاع غزة لدفن شهداء العدوان الإسرائيلي.

وقد ورد في التقرير أن “الناس في القطاع لجؤوا إلى إنشاء مقابر جماعية عشوائية في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية، في ظل صعوبة الوصول إلى المقابر الرئيسية والمنتظمة”.

كما رُصدت جثامين شهداء فلسطينيين تحللت في شوارع بيت حانون شمالي قطاع غزة، حيث لم يتمكن الأهالي من دفنها بسبب شدة القصف الإسرائيلي، وتعذر وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني. ووردت شهادات أخرى عن جثث تركت في الطرقات ونهشت الكلاب أجزاء منها(4).

ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي العديد من المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة منها(5):

مجزرة الطحين

استشهد نحو مئة واثني عشر فلسطينيًّا وأصيب ما يقارب ثمانمئة آخرين بمجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال سميت “مجزرة الطحين”، وذلك نهاية فبراير/شباط 2024، عندما استهدفت قوات الاحتلال ليلًا مجموعة كبيرة من الفلسطينيين أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات عند دوار النابلسي.

مجزرة اللجان العشائرية

كما قامت قوات الاحتلال بقصف اللجان العشائرية التي كانت تؤمّن توزيع المساعدات عند دوار الكويت بمدينة غزة؛ مما أدى إلى استشهاد ثلاثة وعشرين فلسطينيًّا على الأقل.

وتأتي هذه الاستهدافات بعد تدخل عدد من وجهاء العشائر وهيئات المجتمع المدني في القطاع للمطالبة بتوفير الأمن لقوافل المساعدات الإنسانية.

وعلى الرغم من أمر محكمة العدل الدولية للكيان الصهيوني بوقف هجومه على رفح جنوبي قطاع غزة فورًا، وفتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى فورًا ودون شروط(6)، فإن الاحتلال ما زال مستمرًّا في عمليات الإبادة. وفضلًا عن ذلك عادت المجاعة لتطلّ برأسها في شمال قطاع غزة، البالغ عدد سكانه نحو سبعمئة ألف نسمة، نتيجة نقص حادّ في المواد الغذائية والخضراوات بسبب استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر الحدودية وعدم دخول الشاحنات إلى الشمال(7).

 

ثالثًا: نتائج هذه الحرب من واقع الإحصائيات

تشكل الإحصائيات المتعلقة بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة أحد أهم المؤشرات الكمية التي تعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. وتبرز هذه الأرقام المأساوية أداةً تحليلية توضح نطاق التدمير والخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالفلسطينيين نتيجة العدوان. الجدول التالي يعرض الإحصائيات الواردة في تقرير المكتب الإعلامي لحكومة حماس الصادر بتاريخ 27 يوليو/تموز 2024(8):

الإحصائيات المتعلقة بحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة

عدد بيان عدد بيان
295 يومًا على حرب الإبادة الجماعية 60,000 امرأة حامل مُعرَّضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية
3,443 مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال 350,000 مصاب بمرض مزمنفي خطر بسبب منع إدخال الأدوية
49,258 شهيدًا ومفقودًا 5,000 معتقل من قطاع غزة خلال حرب الإبادة
10,000 مفقود 310 معتقلينمن الكوادر الصحية
39,258 شهيدًا ممن وصلوا إلى المستشفيات 36 صحفيًّا معتقلًاممن عُرفت أسماؤهم
16,251 شهيدًا من الأطفال مليونان من النازحين في قطاع غزة
35 استشهدوا نتيجة المجاعة 198 مقرًّا حكوميًّا دمره الاحتلال
10,921 شهيدة من النساء 117 مدرسة وجامعةدمرها الاحتلال كليًّا
885 شهيدًا من الطواقم الطبية 332 مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال جزئيًّا
79 شهيدًا من الدفاع المدني 610 مساجد دمرها الاحتلال كليًّا
163 شهيدًا من الصحفيين 332 مسجدًا دمره الاحتلال جزئيًّا
7 مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات 3 كنائس استهدفها ودمرها الاحتلال
520 شهيدًا تم انتشالهم من 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات 150,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال  كليًّا
90,589 جريحًا ومصابًا 200,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال جزئيًّا
70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء 81,000 طن متفجرات ألقاها الاحتلال على غزة
17,000 طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما 34 مستشفى أخرجها الاحتلال  من  الخدمة
12,000 جريح بحاجة  إلى السفر  للعلاج  و إجراء عمليات 68 مركزًا صحيًّا أخرجها الاحتلال  من  الخدمة
10,000 مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة  إلى العلاج 162 مؤسسة صحية استهدفها الاحتلال
1,537,524 مصابًا بأمراض معدية نتيجة النزوح 131 سيارة إسعاف استهدفها الاحتلال
71,338 حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح 206 مواقع أثرية وتراثية دمرها الاحتلال

المصدر: المكتب الإعلامي لحكومة حماس، تقرير صادر بتاريخ 27 يوليو/تموز 2024(8).

وهكذا، يمكن القول إن اتهام إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيِّين في قطاع غزة هو أمرٌ قائمٌ على دلائل كثيرة ومتواترة، وتدعمه قرارات محكمة العدل الدولية، وإن لم تصدر حكمًا نهائيًّا بعد. من بين هذه الدلائل، طلب المحكمة وقف عملية رفح الجارية حاليًّا، ومن قبل ذلك مطالبتها باتخاذ إجراءات لحماية المدنيِّين.

وعلى الجانب الآخر، يتضح أن العنصرية الإسرائيلية تجاوزت بكثير ما حدث في جنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري، حيث شملت تدمير كافة مظاهر الحياة في قطاع غزة، كما يتبين من الجدول أعلاه.

 

القسم الثاني: مواقف الأحزاب السياسية الإسلامية من الحرب الإسرائيلية على غزة بعد عملية “طوفان الأقصى”

عانى المسلمون في جنوب إفريقيا معاناة شديدة وطويلة في ظل حكم الهولنديين الذين احتلوا البلاد؛ فقد مُنعوا من ممارسة شعائر دينهم بصورة علنية، وناضلوا بشدة حتى يتمكنوا من دفن موتاهم وفق أحكام الشريعة الإسلامية. كما مُنعوا من الدعوة إلى الإسلام، وكان من يدعو إلى الإسلام يواجه عقوبة الإعدام، في حين لم يُمنع من يدخل المسيحية من الانضمام إلى الكنائس(9).

في حقبة الفصل العنصري، ناضل المسلمون، على اختلاف توجهاتهم، ضد سياسات النظام العنصري، وبرزت العديد من الشخصيات المؤثرة مثل عبد الله عبد الرحمن وجوولام جول من الملونين، وفاطمة مير ويوسف دادو من الهنود(10). وبعد التحول السياسي عام 1994، نص دستور جنوب إفريقيا على حرية ممارسة الدين، وأصبحت القوانين تحمي هذا الحق بشكل كامل، سواء من الجهات الحكومية أو الخاصة(11). “كما تحظر القوانين على الحكومة التمييز على أساس الدين بشكل غير عادل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ضد أي شخص، وتنص على أن الأشخاص المنتمين إلى طائفة دينية لا يجوز حرمانهم من ممارسة شعائرهم الدينية أو تشكيل الجمعيات الدينية والانضمام إليها. يمكن رفع قضايا التمييز إلى المحكمة الدستورية، وينتمي كبار المسؤولين الحكوميين وأعضاء الحزب الحاكم إلى مجموعة متنوعة من الأديان. كما أصدرت الحكومة في عام 2000 قانون تعزيز المساواة ومنع التمييز غير العادل (قانون المساواة)”(12).

على الساحة السياسية في جنوب إفريقيا، ظهرت أحزاب سياسية إسلامية مثل حزب الجماعة (Al Jama-Ah) وحزب مؤتمر مسلمي الكيب (Cape Muslim Conference). وقد توافرت تحديثات توضح مواقف هذين الحزبين من حرب غزة 2023، التي استندت إلى قدسية فلسطين نظرًا إلى وجود المسجد الأقصى بها، واعتبارها قضية الأمة الإسلامية. كما عززت هذه المواقف ذكريات الظلم الشديد الذي عانى منه المسلمون في جنوب إفريقيا، سواء من الاستعباد والممارسات الظالمة الشديدة في عهد الهولنديين، أو من الفصل العنصري وسياساته، خاصةً التعاون بين النظام العنصري وإسرائيل، الذي أثّر في كل مَن هم مِن غير البيض.

أما الأحزاب الأخرى، مثل حزب مسلمي إفريقيا، ومؤتمر الوحدة الإسلامي، وحزب الشورى، فلا تتوافر تحديثات ومعلومات عنها بعد عام 2006. لذا ستقتصر الدراسة على تناول مواقف حزبي الجماعة ومؤتمر مسلمي الكيب.

 

أولًا: موقف حزب الجماعة من حرب غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023

تأسس حزب الجماعة (Al Jama-Ah) بقيادة محمد جانيف إبراهيم هندريكس (Mohamad Ganief Ebrahim Hendricks) في جنوب إفريقيا عام 2007، بعد انتهاء نظام الفصل العنصري والتحول السياسي في عام 1994. وضع الحزب تحرير المسجد الأقصى أحد أهدافه الرئيسية، وسعى داخل برلمان جنوب إفريقيا إلى إصدار قرار يدين الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وهو ما تحقق بموافقة البرلمان على هذا القرار(13).

يرى حزب الجماعة أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية ترقى إلى مستوى المحرقة. وقد أشار رئيس الحزب في البرلمان إلى أن “ملايين مواطني جنوب إفريقيا المحبين للديمقراطية يكرهون ويحتقرون الأعمال اللاإنسانية التي ترتكبها إسرائيل ضد آلاف الفلسطينيين المدنيين العزل”، مؤكدًا أهمية التضامن مع الفلسطينيِّين. وأضاف: “نتذكر الدور الذي أدّاه الفلسطينيون وسكان الصحراء الغربية في إيصال الأسلحة مثل الدبابات إلى جنوب إفريقيا من ليبيا لدعم كفاحنا المسلح ضد القمع”(15).

في موقفه من المقاومة الفلسطينية، يؤيد الحزب الكفاح المسلح الذي تقوم به حركات المقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، ويرى أنه مشابه لمسار حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وحركات التحرير الأخرى التي ناضلت ضد الفصل العنصري. بناءً على ذلك، يدعو الحزب حكومة جنوب إفريقيا إلى تقديم الدعم والموارد لحركات التحرير الفلسطينية للدفاع عن شعبها وأرضها ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي وصفه بـ”دولة الفصل العنصري”(16). كما يدعو الحزب إلى تسليح النساء الفلسطينيات لتمكينهن من الدفاع عن أنفسهن، مشيرًا إلى ضرورة منع تكرار المآسي التي وقعت في البوسنة، حيث لم يتمكن الرجال من حماية النساء خلال الإبادة الجماعية(17).

وفيما يتعلق بمواقفه العامة من القضية الفلسطينية، دعا حزب الجماعة إلى وقف إطلاق النار الفوري والدائم، وتقديم قوافل طبية عاجلة لمساعدة المصابين في غزة. كما دعا إلى إنهاء المناقشات حول حل الدولتين الذي استُخدم ذريعةً لارتكاب الفظائع ضد الفلسطينيِّين، مع المطالبة بفتح الحدود وإدخال مساعدات ذات جودة. أكد الحزب أهمية أن تقطع جنوب إفريقيا تجارتها مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن تفرض عليه عقوبات اقتصادية. وطالب الحزب أيضًا بمحاكمة جميع مواطني جنوب إفريقيا الذين يخدمون في جيش الدفاع الإسرائيلي، ومحاسبة جميع المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيِّين أمام المحكمة الجنائية الدولية(18).

في ختام مواقفه، شدد حزب الجماعة على أهمية إمداد المقاومة الفلسطينية بالسلاح، واستمرار الحوار وتبادل المعلومات عن القضية الفلسطينية، ليكون صوت كل طفل، وكل شيخ، وكل امرأة ورجل في فلسطين. كما دعا إلى إعادة الأرض إلى أصحابها الشرعيين الفلسطينيِّين، مؤكّدًا أن هذه المواقف تنبثق من إيمان الحزب بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة الوقوف ضد الاحتلال.

 

موقفه في البرلمان ودوره في دعم القضية الفلسطينية

قام رئيس حزب الجماعة، جانيف هندريكس، بمبادرة في البرلمان لمعالجة العديد من القضايا المتعلقة بالإبادة الجماعية المستمرة التي تُرتكب ضد الفلسطينيِّين. وطالب الحزب بطرد سفير دولة إسرائيل “غير الشرعية”، كما صوّت لصالح هذا الإجراء. وأثار هندريكس مخاوف في البرلمان بمناسبة يوم الطفل العالمي، مشيرًا إلى أنه “بدلًا من شعار (لكل طفل، كل حق)، هناك آلاف الأطفال في فلسطين يتعرضون للذبح، ويعانون ويحرمون من هذه الحقوق”.

أوضح هندريكس أيضًا أن الفلسطينيِّين كانوا شركاء في نضال جنوب إفريقيا ضد الفصل العنصري، قائلًا: “لا ننسى الدور الذي أدّاه الفلسطينيون وسكان الصحراء الغربية لإيصال الأسلحة، مثل الدبابات وغيرها، إلى جنوب إفريقيا عن طريق ليبيا للمساعدة في كفاحنا المسلح ضد القمع”(19).

على مستوى الأنشطة الشعبية، شارك الحزب بنشاط في تنظيم وحضور العديد من المسيرات وبرامج التوعية والاحتجاجات في مختلف أنحاء جنوب إفريقيا تضامنًا مع فلسطين. كما عمل على نشر الوعي حول القضية الفلسطينية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمساهمة في تقديم المساعدات إلى غزة(20).

أكد الحزب أن التضامن مع فلسطين ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو تعبير عن وفاء للجميل. وقال أحد أعضاء الحزب: “كانت فلسطين إحدى الدول التي ساعدت جنوب إفريقيا، حيث استخدموا كل الموارد المتاحة لديهم، رغم الحصار المفروض عليهم من نظام الفصل العنصري نفسه الذي عانينا منه في جنوب إفريقيا. لقد جلبوا إلينا كل ما لديهم، ولن ننساهم أثناء تحريرنا. لذلك، فإن مساندتهم هي مسألة مبدأ”(21).

يفتخر الحزب وأعضاؤه بكونهم جنوب إفريقيين ناضلوا ضد الفصل العنصري، إلا أنهم يرون أن نضال الفلسطينيِّين أكثر قسوة. يقول الحزب: “النضال الفلسطيني ضد الفصل العنصري مختلف؛ فهم يتعرضون للقصف، وليس لديهم ماء، أو كهرباء، أو خدمات صحية. ما يحدث ليس حربًا، بل هو قمعٌ كامل” (22).

يدعو الحزب كافة الشعوب المحبة للعدالة والحرية إلى دعم حملات التضامن لمساندة الفلسطينيِّين في مقاومتهم لطرد المحتلين والمستوطنين من الأرض الفلسطينية. وأكد الحزب أن العالم يجب ألا ينسى الأعمال الإرهابية العنيفة التي قام بها الصهاينة ضد الفلسطينيِّين منذ ما قبل عام 1948. يرى الحزب أن ما يحدث الآن ليس جديدًا، بل هو امتداد لتاريخ طويل من الجرائم(23).

موقفه من إسرائيل

المستوى الخارجي: يرى حزب الجماعة أن الصهاينة وحلفاءهم في جميع أنحاء العالم قد بلغوا أدنى مستويات الأخلاق الإنسانية بموقفهم المخزي اتجاه ما يحدث في فلسطين. ويتهم الحزب هؤلاء الحلفاء بعدم احترام القيم الإنسانية العالمية وتعمدهم تجاهل حقوق الفلسطينيِّين(24).

بناءً على ذلك، يدعو حزب الجماعة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد إسرائيل، مطالبًا الشعوب المحبة للعدالة والحرية بمواصلة التضامن والدعم المطلق للفلسطينيِّين. ويرفع الحزب شعارًا يعبر عن موقفه: “دعونا نقف جميعًا ضد الصهيونية أينما رفعت رأسها!”(25).

المستوى الداخلي: على الصعيد الداخلي، أدان الحزب خمسة أحزاب سياسية، وهي: الجبهة الديمقراطية (DA)، التحالف الوطني (PA)، الحزب الديمقراطي المسيحي الإفريقي (ACDP)، مؤتمر الشعب (COPE)، وجبهة الحرية بلس (Freedom Front Plus)، وذلك لتلقيها تمويلًا من شركات صهيونية. ويرى الحزب أن هذه الأحزاب تُفضل الصمت اتجاه الجرائم الإسرائيلية خشية خسارة الدعم المالي من هذه الشركات(26).

وصرّح زعيم حزب الجماعة، وهو عضو في برلمان جنوب إفريقيا، بضرورة تحذير أعضاء هذه الأحزاب السياسية من أن سلوكهم يجب أن يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة. كما أكد الحزب ضرورة فرض أمر ملزم يمنع دعم المستوطنات والمستوطنين، مشيرًا إلى أنهم ليسوا مدنيِّين، بل يجب اعتبارهم مقاتلين شرعيِّين.

موقفه من السلطة الفلسطينية

يدعو حزب الجماعة رئيس السلطة الفلسطينية إلى إعادة النظر بجدية في سياساته اتجاه الصهيونية الإسرائيلية. ويرى الحزب أن دعم السلطة الفلسطينية للصهيونية لم يضرّ بالمسلمين فقط، بل بالملايين من المسيحيِّين أيضًا. كما أكد الحزب أن شعب جنوب إفريقيا، بمختلف أديانه، يدعم العدالة للجميع، بما في ذلك الشعب الفلسطيني(27).

موقفه من دعم الحكومة والحزب الحاكم للفلسطينيين في حرب الإبادة

أشاد حزب الجماعة بموقف الرئيس سيريل رامافوسا والمفوضية الوطنية للانتخابات لدعمهما غير المسبوق للقضية الفلسطينية. واعتبر الحزب أن هذا الموقف يختلف جذريًّا عن موقف الأحزاب المعارضة، التي دعمت إسرائيل بلا خجل وتجاهلت كونها قوة احتلال قمعية ترتكب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيِّين منذ أكثر من خمسة وسبعين عامًا، بدعم غير مباشر من الأمم المتحدة(28).

كما انتقد الحزب بشدة الحزب الديمقراطي المسيحي الإفريقي (ACDP) بسبب إدانته لدعم الرئيس رامافوسا للفلسطينيِّين. وأكد أن هذا الموقف أثار الكراهية اتجاه الفلسطينيِّين المسلمين والمسيحيِّين، وأظهر غياب التعاطف مع الفلسطينيِّين المسيحيِّين الذين يعانون من القمع الصهيوني في القدس.

وفي هذا الإطار، أعرب حزب الجماعة عن تأييده القوي لرئاسة القس فرانك تشيكان للحركة العالمية لمناهضة الفصل العنصري، معتبرًا أن ذلك سيعزز الحركة بشكل غير مسبوق. كما دعا القادة المسيحيِّين في الأحزاب السياسية، مثل الحزب الديمقراطي المسيحي الإفريقي، إلى إعادة النظر في مواقفهم، والاقتداء بشخصيات مثل الدكتور آلان بويساك. وأشاد الحزب بالبيان الشجاع الصادر عن الكنيسة الأنجليكانية، الذي أعلن أن إسرائيل دولة فصل عنصري(29).

وهكذا فإن حزب الجماعة يؤكد في مواقفه دعمه للمقاومة الفلسطينية من أوجه عدة، مستندًا إلى أنها قضية الأمة الإسلامية، وتعبيرًا عن معاناة مشتركة من العنصرية، والظلم التاريخي الذي تعرَّض له المسلمون في جنوب إفريقيا، فضلًا عن دعم الفلسطينيِّين لجنوب إفريقيا في نضالها ضد الفصل العنصري.

 

ثانيًا: موقف حزب مؤتمر مسلمي الكيب من حرب غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023

يرى حزب مؤتمر مسلمي الكيب (Cape Muslim Congress) أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قضية ذات أهمية كبيرة، لما يمثله المسجد الأقصى من قدسية لدى المسلمين، ولارتباط القضية الفلسطينية بتجربة جنوب إفريقيا في مواجهة سياسات الفصل العنصري. بناءً على ذلك، فإن موقف الحزب من إسرائيل والولايات المتحدة يتماشى مع مواقف الأحزاب والجماعات السياسية الإسلامية الأخرى، مع اختلاف في نبرة الخطاب(30).

 

رؤية الحزب لحرب غزة 2023

  1. موقفه من إسرائيل

يرى الحزب أن إسرائيل هي عدو السلام والعدالة العالميين، ويتهم زعيمها بنيامين نتنياهو بقتل النساء والأطفال في فلسطين. كما يعتبر الحزب أن الصهيونية هي العدو الرئيسي لليهودية، إذ إن أفعالها تؤدي إلى تصاعد الكراهية العالمية ضد اليهود في جميع المجتمعات كنتيجة مباشرة للقتل الجماعي للنساء والأطفال الفلسطينيين الأبرياء(31).

يرفض الحزب تفسير الكراهية الحالية اتجاه اليهود على أنها تاريخية أو معادية للسامية، ويرى أن هذه الكراهية هي ردّ على أفعال إسرائيل. ويعتبر أن خطاب الصهيونية الذي يدعي أن اليهود هم “شعب الله المختار” يُعزز إحساس التفوق؛ مما يؤدي إلى زيادة السلوكيات المعادية للسامية عالميًّا(33).

  1. رؤيته لإسرائيل والحزب الوطني الحاكم في جنوب إفريقيا قبل التحول السياسي

يشبه الحزب السياسات الصهيونية في غزة بما قام به الحزب الوطني في جنوب إفريقيا خلال نظام الفصل العنصري، عندما وصف حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بالإرهاب. ويرى الحزب أن استراتيجية الدفاع عن الصهيونية تعتمد على التبرير الأخلاقي الزائف، مثلما فعل نظام الفصل العنصري. ويعتقد الحزب أن التسامح الدولي مع الصهيونية هو امتداد للمسؤولية الأوروبية عن المحرقة(34).

  1. رؤيته للصهيونية والخوف من الديمقراطية

يرى الحزب أن الصهيونية تخشى الديمقراطية الحقيقية أكثر من التشدد القومي العربي. ويطالب الحزب بضرورة إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال، كما يدعو إلى وقف تجارة الأعضاء البشرية المسروقة من الأسرى الفلسطينيين. ويشجع الحزب على دعم نمو المؤسسات الديمقراطية في العالم الإسلامي، معتبرًا أن الديمقراطية تشكل تهديدًا للصهيونية والنخب العربية على حد سواء(35).

  1. مواقف الأوروبيين من الإبادة الجماعية الفلسطينية

يشير الحزب إلى أن مواقف الأوروبيين من الفلسطينيين متأثرة بتاريخهم في قتل اليهود بشكل جماعي لعدة قرون. ويرى أن الدعم المالي لإسرائيل والإبادة الفلسطينية هو وسيلة لإبقاء اليهود بعيدًا عن أوروبا. ويؤكد الحزب أن شعوب الجنوب العالمي، التي لم تكن جزءًا من اضطهاد اليهود، تتعاطف مع الفلسطينيين بشكل أكبر(36).

  1. رؤيته لموقف الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا

يرى الحزب أن الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا تنتهج سياسات استعمارية قائمة على استغلال الموارد وقتل الأبرياء، مشيرًا إلى أن موقفها من الفلسطينيين ليس مفاجئًا. ويعتقد الحزب أن هذه الدول لا ترى الفلسطينيين بشرًا متساوين مع غيرهم؛ مما يعزز الإفلات من العقاب في جرائم القتل الجماعي(37).

  1. دعوته إلى الاختيار بين الإبادة والعدالة

يدعو الحزب الجميع إلى اتخاذ موقف واضح من الإبادة الجماعية في فلسطين. ويرى أن الإيمان وحده ليس كافيًا إذا لم يترجم إلى أفعال تدافع عن الحق والعدل. ويؤكد الحزب أن دعم الصهيونية يعني دعم الإبادة الجماعية، وأن الله سيحاسب الجميع على أفعالهم ومواقفهم من الظلم(39).

  1. دور اليهود خارج فلسطين في تحقيق السلام

يشير الحزب إلى أن الحل الفلسطيني يتطلب مساهمة اليهود في الشتات بالضغط على إسرائيل لتحقيق العدالة. ويرى أن التعايش بين الفلسطينيين واليهود كان ممكنًا عبر التاريخ، وأن الحل الواقعي يتلخص في إقامة ديمقراطية دستورية وحدوية في فلسطين، على غرار تجربة جنوب إفريقيا(40).

  1. رفض حل الدولتين والدعوة إلى وحدة الأرض

يدعو الحزب إلى تجاوز فكرة حل الدولتين، مشددًا على أهمية إنشاء دولة ديمقراطية موحدة تقوم على التعايش بين جميع السكان. ويرى أن الفلسطينيين واليهود يجب أن يتعلموا التعايش في إطار حكم ديمقراطي عادل يشمل الجميع(42).

يتضح من ذلك أن حزب مؤتمر مسلمي الكيب يدعم المقاومة الفلسطينية من زوايا متعددة، متبنيًا خطابًا يتسم بالحدة في معاداة الصهيونية والقوى الدولية التي تدعمها. يبرز الحزب بوضوح من خلال نبرته الصريحة والقوية، التي تجمع بين الإدانة الشديدة لأفعال الاحتلال والدعوة إلى حلول استراتيجية طويلة الأمد، مثل إقامة ديمقراطية دستورية في فلسطين. ومع ذلك، يظل نشاط الحزب على الأرض محدودًا مقارنةً بحزب الجماعة، الذي يتميز بتنظيمه المستمر للمسيرات والأنشطة الميدانية المباشرة لدعم القضية الفلسطينية.

 

القسم الثالث: تفسير وتقييم مواقف الأحزاب الإسلامية من حرب غزة 2023

أولًا: تفسير مواقف الأحزاب السياسية الإسلامية

يمكن تفسير مواقف الأحزاب السياسية الإسلامية من الحرب الإسرائيلية على غزة بتشابه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين مع ممارسات نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا قبل التحول السياسي عام 1994. في هذا السياق، يمكن تناول الممارسات العنصرية للاحتلال الإسرائيلي، والممارسات العنصرية في جنوب إفريقيا، وأوجه الشبه بين النظامين.

  1. الممارسات العنصرية للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين

منذ احتلال فلسطين، اعتمدت إسرائيل العديد من الممارسات والقوانين العنصرية التي أدت إلى عزل الفلسطينيين والتضييق عليهم، ومنها(43):

القانون المدني للفلسطينيين الحاملي الجنسية الإسرائيلية: يعتمد على قوانين محلية تحمل تحيزات إثنية تدعمها القوانين الأساسية الإسرائيلية.

الإقامة الدائمة للفلسطينيين في القدس الشرقية: تقيّد حرية الفلسطينيين في القدس وتحرمهم من حقوق أساسية.

القانون العسكري في الضفة الغربية وقطاع غزة: يخضع الفلسطينيون في هذه المناطق للأوامر العسكرية، في حين يخضع المستوطنون اليهود للقانون المدني الإسرائيلي.

تعتمد هذه السياسات على عزل الفلسطينيين في معازل وفرض قيود مشددة على حركتهم ولمّ شمل عائلاتهم. كما تمنع الفلسطينيين من الحصول على الإقامة أو الجنسية عبر الزواج، في حين تُتاح هذه الحقوق لليهود. إضافة إلى ذلك، يعترف بعض الباحثين الإسرائيليين بأن ما حدث عام 1948 كان تطهيرًا عرقيًّا لطرد سكان فلسطين الأصليين، واصفين ذلك بأنه جريمة ضد الإنسانية ارتكبها قادة الحركة الصهيونية(45، 46).

  1. الممارسات العنصرية في جنوب إفريقيا قبل التحول السياسي

تحوّل نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا إلى نظام معقد من القوانين بعد وصول الحزب الوطني إلى الحكم عام 1948. قام هذا النظام على ثلاث ركائز أساسية:

قانون الأرض: قصر ملكية الأراضي على البيض.

قانون تصنيف السكان: فصل السكان إلى مجموعات عرقية.

قانون الإسكان المنفصل: أجبر غير البيض على الإقامة في محميات عرقية (البانتوستانات) التي شكلت 7-13% من مساحة البلاد.

كما فرض النظام قيودًا على حركات السود، ومنعهم من تملك الأراضي، وحرمانهم من حق التصويت، وفرض الفصل بينهم وبين البيض في المرافق العامة؛ مما أدى إلى معاناة شديدة في الحياة اليومية(47، 48).

  1. أوجه الشبه بين النظام العنصري في جنوب إفريقيا وفلسطين

أ. الفصل المكاني

اعتمد كلا النظامين على سياسات الفصل المكاني. استخدمت جنوب إفريقيا نظام تصاريح معقدًا لتقييد حركة السود، وعتمدت إسرائيل نظام تصاريح ونقاط تفتيش تعيق حركة الفلسطينيين. كما أنشأت جنوب إفريقيا “البانتوستانات” لعزل السود، وهو ما يشبه قطاع غزة المحاصر، الذي يُعتبر أكبر سجن مفتوح في العالم(50 و51).

ب. المواطنة

فرضت قوانين تمييزية في كلا النظامين. في جنوب إفريقيا، تم تصنيف غير البيض مواطنين من الدرجة الثانية. وبالمثل، يعاني الفلسطينيون في إسرائيل من قانون “الدولة القومية” الذي يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية(52).

ج. العنف

شهدت جنوب إفريقيا مذابح مثل مذبحة شاربفيل عام 1960، إلا أن مستوى العنف الذي يعانيه الفلسطينيون في غزة يتجاوز ذلك، حيث يشمل الحصار والقصف الذي يؤدي إلى خسائر هائلة في الأرواح بين المدنيين(53).

د. التقارب الأيديولوجي

هناك تقارب أيديولوجي بين النظامين العنصريين. فقد صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، رافائيل إيتان، بأن السود في جنوب إفريقيا يسعون للسيطرة على الأقلية البيضاء تمامًا كما يسعى العرب للسيطرة على اليهود في فلسطين(54).

يتضح أن التشابه بين ممارسات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وممارسات الاحتلال الإسرائيلي قد أسهم بشكل كبير في تشكيل مواقف الأحزاب السياسية الإسلامية المؤيدة للفلسطينيِّين. إلى جانب ذلك، يعزز الانتماء الإسلامي لهذه الأحزاب أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لها، حيث تعتبر فلسطين أرضًا مقدسة تضم المسجد الأقصى وبيت لحم؛ مما يجعل دعم الفلسطينيِّين والدفاع عن حقوقهم قضية محورية ومركزية في رؤيتها ومواقفها السياسية.

ثانيًا: تقييم مواقف الأحزاب السياسية الإسلامية من الحرب الإسرائيلية على غزة

تتفق الأحزاب السياسية الإسلامية في جنوب إفريقيا على موقفها المؤيد للقضية الفلسطينية ومعارضة حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة. ينبع هذا الموقف من الانتماء الإسلامي لهذه الأحزاب واعتبار فلسطين قضية الأمة، مع التركيز على تحقيق الحرية والعدالة والاستقلال للشعب الفلسطيني. ومع ذلك، تختلف درجة تفاعل هذه الأحزاب مع القضية بين من ترجم مواقفه إلى أفعال ملموسة، ومن اقتصرت أفعاله على مستوى محدود، ربما بسبب تفاوت الثقل السياسي بين حزب وآخر.

  1. حزب الجماعة

شارك حزب الجماعة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في جنوب إفريقيا، رافعًا شعار “أعطِ صوتك للجماعة. صوتوا لفلسطين”. وأكد الحزب في بيان له أن القضية الفلسطينية تجاوزت الحدود ووحدت الشعوب والأحزاب السياسية حول العالم، معتبرًا التصويت لصالحه تعبيرًا عن دعم القضية الفلسطينية ومناصرة حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وأضاف البيان أن دعم الحزب للقضية يسهم في رفع مستوى الوعي وإحداث تغييرات سياسية محتملة؛ مما يعكس التزام الحزب بهويته الإسلامية الفريدة في تحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني(55).

رغم صغر حجمه السياسي، يتمتع حزب الجماعة بنشاط واسع في مناصرة القضية الفلسطينية. فقد جعل دعم الفلسطينيين محور حملته الانتخابية، ونجح في الفوز بمقعدين في البرلمان الحالي، أحدهما لزعيم الحزب محمد جانيف إبراهيم هندريكس (Mohamad Ganief Ebrahim Hendricks)، والآخر للمحامية شميمة سالي (Shameemah Salie)، مقارنة بمقعد واحد في البرلمان السابق(56، 57). علاوة على ذلك، تم تعيين هندريكس نائبًا لوزير التنمية الاجتماعية، مما يعكس تصاعد نفوذ الحزب(58).

ليس هذا النشاط غريبًا على الحزب، فقد تميز هندريكس خلال عضويته في البرلمان السابق بدعمه القوي للقضية الفلسطينية ومناهضته للأحزاب المؤيدة للصهيونية، وهو ما أكده موقف الحزب من حرب الإبادة الجماعية على غزة.

  1. مؤتمر مسلمي الكيب

تميزت مواقف مؤتمر مسلمي الكيب، كما عبر عنها زعيمه يايجيه آدمز (Yagyah Adams)، بالحدة والقوة في إدانة إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية كإنجلترا وفرنسا وألمانيا. كما انتقد الحزب بشدة الدول التي تدعي الحياد، واعتبر أن حل الدولتين مجرد خدعة لا يمكن تحقيقها، مشددًا على أهمية توحيد فلسطين وإقامة ديمقراطية دستورية على غرار تجربة جنوب إفريقيا بعد التحول السياسي. وأوضح آدمز أنه لا يعادي الديانة اليهودية، لكنه يقف بحزم ضد الصهيونية وممارساتها العنصرية.

رغم وضوح رؤية الحزب ومواقفه الحادة، فإن نشاطه السياسي لا يرقى إلى مستوى هذه المواقف، وفقًا لما هو منشور على موقعه الرسمي. لم يحقق الحزب حضورًا قويًّا في البرلمان، ولم ينجح أيّ من أعضائه في الحصول على مقعد برلماني خلال الانتخابات الأخيرة. يبرز ذلك فارقًا واضحًا بينه وبين حزب الجماعة، الذي نجح في ترجمة مواقفه إلى إنجازات سياسية ملموسة.

ومع ذلك، يمكن أن يشهد الحزب تطورًا في نشاطه في المستقبل، خاصة مع تعقيد الأوضاع الحالية وتصاعد الصراع في غزة. قد تتيح هذه الظروف للحزب فرصة لتعزيز مشاركته السياسية وتوسيع نشاطاته لدعم القضية الفلسطينية بشكل أكثر فعالية.

 

خاتمة

تُظهر الدراسة أن مواقف الأحزاب السياسية الإسلامية في جنوب إفريقيا من الحرب الإسرائيلية على غزة تستند إلى ثلاثة عوامل رئيسية: الانتماء الإسلامي، وتجربة النضال ضد العنصرية، والتأثير السياسي والثقافي للقضية الفلسطينية. هذه الأحزاب ترى في فلسطين رمزًا دينيًّا وسياسيًّا يُمثل قضايا العدالة والحرية، حيث تعتبر المسجد الأقصى وبيت لحم مَعلمَين مقدسَين يُجسِّدان مركزية فلسطين في الوعي الإسلامي. كما أن التشابه بين ممارسات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وممارسات الاحتلال الإسرائيلي كان له دور كبير في تشكيل هذه المواقف، حيث تُقارن سياسات المعازل والتطهير العرقي في فلسطين بالبانتوستانات وسياسات الفصل التي عانى منها مواطنو جنوب إفريقيا قبل التحول السياسي.

لقد أثرت هذه المواقف في تعزيز التضامن المجتمعي داخل جنوب إفريقيا، خاصة بين المسلمين، وبرز ذلك من خلال الفعاليات والمسيرات التي نظمتها الأحزاب، مثل حزب الجماعة، لدعم القضية الفلسطينية. كما أن نجاح زعيم حزب الجماعة في الفوز بمقعد في البرلمان وتعيينه نائبًا لوزير التنمية الاجتماعية يعكس تطورًا إيجابيًّا قد يساهم في تعميق دور الحزب في دعم الفلسطينيين على المستويين المحلي والدولي.

ومع ذلك، تبقى جهود الأحزاب السياسية الإسلامية محدودة أمام شدة الحرب في غزة، التي تُوصف بأنها حرب إبادة جماعية، إذ يعاني المسلمون في جنوب إفريقيا من قلة عددهم (2% من السكان)، والتحديات المرتبطة بالإرث التاريخي من القهر والعنصرية؛ مما يؤثر في حجم تأثيرهم السياسي. ومع ذلك، فإن استمرار تصاعد الصراع وحساسيته قد يفتح الباب أمام هذه الأحزاب لتعزيز نشاطها ومواقفها السياسية في المستقبل، لتشكل قوة أكثر تأثيرًا في دعم الفلسطينيين وحقهم في الحرية والاستقلال.

 

المراجع

 (1)  تقرير المقررة الأممية حول غزة يقدم أدلة هامة ينبغي أن تدفع إلى تحرك دولي لمنع الإبادة الجماعية، منظمة العفو الدولية، 26 مارس/آذار 2024، (تاريخ الدخول: 1 يوليو/تموز 2024)،   https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2024/03/un-special-rapporteur-report-on-gaza-provides-crucial-evidence-that-must-spur-international-action-to-prevent-genocide/

(2)  “حكومة غزة: 70 بالمئة من سكان القطاع نزحوا قسرًا عن منازلهم”. القدس العربي، 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، (تاريخ الدخول: 5 يوليو/تموز 2024)، https://shorturl.at/o0j1L

(3)  “بعد 200 يوم.. أبرز محطات العدوان الإسرائيلي على غزة عقب طوفان الأقصى”. الجزيرة نت، 23 إبريل/نيسان 2024، (تاريخ الدخول: 1 يوليو/تموز 2024)، https://shorturl.at/N23DE

(4)  “لوزان صالح، أمين عفانة، “تقرير حول الانتهاكات التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات في ظل الحرب بالنظر في نصوص القانون الدولي”. الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، 16 فبراير/شباط 2024، (تاريخ الدخول: 5 يوليو/تموز 2024)، https://www.ichr.ps/category-1/9503.html

(5)  المرجع السابق.

(6)  شهيناز شبور، “العدل الدولية تكبّل قادة الكيان”. جريدة أخبار الوطن الجزائرية، 24 مايو/أيار 2024، (تاريخ الدخول: 5 يوليو/تموز 2024)، https://shorturl.at/YwNz1

 (7)  “المجاعة تعود لغزة والشمال.. آلام متجددة وتحذيرات دون صدى”. المركز الفلسطيني للإعلام، 31 مايو/أيار 2024، (تاريخ الدخول: 5 يوليو/تموز 2024)، https://palinfo.com/news/2024/05/31/892252/

(8)  “الإعلامي الحكومي ينشر أحدث إحصائيات حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على غزة”. المركز الفلسطيني للإعلام، 28 يوليو/تموز 2024، (تاريخ الدخول: 1 أغسطس/آب 2024)، https://palinfo.com/news/2024/07/28/891784/

(9) Mahdia, Ebrahim M. History of Muslims in South Africa: A Chronology. (Durban: Arabic Study Circle, 1993), pp. 1-2.

(10)  “أشرف محمد محمد عبيد، “الدور السياسي للمسلمين في جنوب أفريقيا: دراسة مقارنة للفترة ما قبل التحول السياسي وما بعده”. (رسالة دكتوراه، جامعة القاهرة، 2018)، ص 1-54.

(11)  المرجع السابق، ص 163.

  (12)  المرجع نفسه.

(13)  المرجع السابق، ص 207.

(14) Shameemah Salie, “Al Jama-ah Solidarity with Palestine,” AL Jama-ah, (تاريخ الدخول: 10 أغسطس/آب 2024)، https://www.aljamaah.org.za/solidarity-with-palestine

(15) President and NEC, “Show Unprecedented Support for Palestine,” AL Jama-ah, (تاريخ الدخول: 11 سبتمبر/أيلول 2024)، https://www.aljamaah.org.za/unprecedented-support-palestine

(16) Ibid.

(17) Ibid.

(18) Ibid.

(19) President and NEC, “Show Unprecedented Support for Palestine,” AL Jama-ah, (تاريخ الدخول: 12 سبتمبر/أيلول 2024)، https://www.aljamaah.org.za/unprecedented-support-palestine-12sep2024

(20) Shameemah Salie, “Al Jama-ah Solidarity with Palestine,” op.cit.

(21) Ibid.

(22) Ibid.

(23) “We Stand with Palestine – Join a March.” AL Jama-ah, (تاريخ الدخول: 17 سبتمبر/أيلول 2024)، https://www.aljamaah.org.za/stand-with-palestine-march

(24) Ibid.

(25) Shameemah Salie, “Solidarity with Palestine,” op.cit.

(26) “Dr. Boesak Takes a Principled Stance on Palestine.” AL Jama-ah, (تاريخ الدخول: 17 سبتمبر/أيلول 2024)، https://www.aljamaah.org.za/boesak-palestine-stance

(27) Ibid.

(28) President and NEC, “Show Unprecedented Support for Palestine,” AL Jama-ah, (تاريخ الدخول: 20 سبتمبر/أيلول 2024)، https://www.aljamaah.org.za/unprecedented-support-palestine-20sep2024

(29) Ibid.

(30)  أشرف محمد محمد عبيد، “الدور السياسي للمسلمين في جنوب أفريقيا”. ص 183.

(31) Yagyah Adams, “Genocidal Maniacs Like Netanyahu Will Lead Israel to Ruin,” Cape Muslim Congress, (تاريخ الدخول: 20 سبتمبر/أيلول 2024)، https://capemuslimcongress.co.za/netanyahu-genocidal-maniacs

(32) Ibid.

(33) Yagyah Adams, “Holy War or War Games,” Cape Muslim Congress, (تاريخ الدخول: 20 سبتمبر/أيلول 2024)، https://capemuslimcongress.co.za/holy-war-war-games

(34) Yagyah Adams, “Why Most of Our Current Global Leaders Are Destined for Hellfire,” Cape Muslim Congress, 25 يناير/كانون الثاني 2024، (تاريخ الدخول: 22 سبتمبر/أيلول 2024)، https://capemuslimcongress.co.za/global-leaders-destined-hellfire

(35) Yagyah Adams, “Shalom and Salaam,” Cape Muslim Congress, (تاريخ الدخول: 22 سبتمبر/أيلول 2024)، https://capemuslimcongress.co.za/shalom-salaam

(36) Yagyah Adams, “The Palestinian Genocide Is a Litmus Test for Our Humanity,” Cape Muslim Congress, 13 فبراير/شباط 2024، (تاريخ الدخول: 23 سبتمبر/أيلول 2024)، https://capemuslimcongress.co.za/palestinian-genocide-humanity-test

 (37) المرجع السابق.

(38) Yagyah Adams, “Why Most of Our Current Global Leaders Are Destined for Hellfire,” op.cit.

(39) Yagyah Adams, “The Palestinian Genocide Is a Global Wake-Up Call,” Cape Muslim Congress, 1 فبراير/شباط 2024، (تاريخ الدخول: 24 سبتمبر/أيلول 2024)، https://capemuslimcongress.co.za/palestinian-genocide-wakeup-call

(40)  المرجع السابق.

(41) Yagyah Adams, “Holy War or War Games,” op.cit.

(42) Yagyah Adams, “Shalom and Salaam,” op.cit.

(43)  “العدالة للشعب الفلسطيني ـ خمسون عامًا من الاحتلال الإسرائيلي: مسألة الفصل العنصري”. الأمم المتحدة، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، (لاهاي: أغسطس 2016)، ص 10.

(44)  نظام الفصل العنصري (أبارتهيد) الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، منظمة العفو الدولية، (تاريخ الدخول: 2 أكتوبر/تشرين الأول 2024)، https://www.amnesty.org/ar/latest/campaigns/2022/02/israels-system-of-apartheid/

(45)  إيلان پاپه، التطهير العرقي في فلسطين. ترجمة أحمد خليفة، (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2007)، ص 8.

(46)  المرجع السابق، ص 13.

(47)  الأمم المتحدة، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، م. س. ذ، ص 6.

(48)  كاميليا حسين، “ما بين فلسطين وجنوب أفريقيا: تاريخ طويل من النضال في مواجهة الفصل العنصري”. الجزيرة نت، (تاريخ الدخول: 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024)، https://shorturl.at/4k923

(49)  المرجع نفسه.

(50)  المرجع نفسه.

(51) Mohamed Buheji, Aamir Hasan, “The Beginning of the End: A Comparison Between the Apartheid (South Africa Vs. Israeli Occupation),” International Journal of Management, Volume 15, Issue 1, Jan-Feb 2024, pp. 249-255.

(52)  المرجع السابق، ص 249.

(53) Essop Pahad, “A Proud History of Struggle,” The African Communist, (London: Inkululeko, No.78, 3rd Quarter, 1979), pp. 61-62.

(54)  كاميليا حسين، “ما بين فلسطين وجنوب أفريقيا”. مرجع سابق.

(55) “Vote for AL Jama-ah: Support the Palestinian Cause,” AL Jama-ah, (تاريخ الدخول: 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024)، https://www.aljamaah.org.za/vote-support-palestinian-cause

(56) “Meet Our Second Member of Parliament,” AL Jama-ah, (تاريخ الدخول: 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024)، https://www.aljamaah.org.za/second-member-parliament

(57) “South Africa Elections Live Results 2024: By the Numbers,” Aljazeera.net, (تاريخ الدخول: 9 أكتوبر/تشرين الأول 2024)، https://www.aljazeera.net/news/2024/10/9/south-africa-elections-live-results-2024

(58) “Justice Malapane President Ramaphosa Announces New Cabinet: Tolashe and Hendricks to Lead Social Development,” DSD News, 1 يوليو/تموز 2024، (تاريخ الدخول: 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024)، https://www.dsd.gov.za/news/2024/07/01/justice-malapane-new-cabinet