ملخص:

يقدم المؤرخ الأميركي، مِلْفين بول، تحليليًّا مفصلًا عن ملابسات قرار إدارة الرئيس الأميركي، بوش الابن، غزو العراق في 2003، ونتائج ذلك الغزو على الصعيدين المحلي والعالمي. وما حتمه اتخاذ القرار من احتكاك بيروقراطي بين الوكالات المعنية الممثلة في مجلس الأمن القومي. ويوظف الكاتب ثلاثة مفاهيم/مصطلحات لتفهم قرار الغزو، وهي: الخوف المتنامي من حدوث ضربة أخرى كالتي حدثت في 11 سبتمبر/أيلول 2001، والقوة منقطعة النظير التي بإمكان الولايات المتحدة استخدامها للتعامل مع المخاطر، والغطرسة التي دفعت بوش إلى الاعتقاد بأن النظام الأميركي الرأسمالي الديمقراطي قد أثبت تفوقه في المعارك السابقة ضد النازية والشيوعية، لهذا وجب تعميمه وتحرير الشعوب الأخرى.

كلمات مفتاحية: العراق، الولايات المتحدة، صدام حسين، جورج بوش الابن، الخوف، القوة، الغطرسة.

 

Abstract:

 In his analytical book on the invasion of Iraq in 2003, American historian Melvyn P. Leffler provides a detailed analysis of the circumstances surrounding the decision of the administration of President George W. Bush to invade Iraq in 2003, the resulting implications on both the domestic and global levels, and the bureaucratic friction between the relevant agencies in the National Security Council. Leffler employs three concepts to understand the decision to invade, namely: the growing fear of another attack like that of 9/11, the unparalleled power that the United States could utilize to deal with dangers, and the hubris that led Bush to believe that the American capitalist democratic system had proven its superiority in previous battles against Nazism and Communism, necessitating its universalization and the liberation of other peoples.

Keywords: Iraq, United States, Saddam Hussein, George W. Bush, fear, power, hubris.


مواجهة صدام حسين: جورج دبليو بوش وغزو العراق

Confronting Saddam Hussein: George W. Bush and the Invasion of Iraq

المؤلف: ملفين بول (Melvyn P. Leffler)

دار النشر:  Oxford University Press

تاريخ النشر: 1 فبراير 2023

اللغة: الإنجليزية

الطبعة: الأولى

عدد الصفحات: 368

 

مقدمة

 

أثار صدور كتاب عن الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، بعد عشرين سنة من الأحداث، التساؤل عن قيمته المعرفية وسط الكم الهائل من التحليلات لقرار الغزو ونتائجه على الولايات الأميركية ومنطقة الشرق الأوسط والعالم كذلك. لكن المؤرخ الأميركي، مِلْفين بول ليفلر، بموسوعيته المعهودة يفكك في كتاب صدر له مؤخرًا بعنوان “مواجهة صدام حسين”(1) غزو العراق وتحليل صناعة القرار الذي كان وراءه.

لقد شكَّلت الحرب على العراق موضوع بحث مكثف لباحثين من تخصصات شتى تناولوها من جوانب مختلفة، بين معارض ومؤيد ومتفهم للغزو. لكن الكتاب الذي بين أيدينا الآن يكتسب أهمية كبيرة نظرًا لمكانة مؤلفه المعرفية. وأيضًا لطرحه الجديد عن المسؤولية في هذه الحرب وكذلك إرجاع إخفاقات رئاسة بوش الابن إلى الإفراط في الخوف والقوة والغطرسة من جهة، والتفريط في الحذر من جهة أخرى.

يقدم أستاذ التاريخ في جامعة فيرجينيا الأميركية(2) في كتابه التحليلي هذا، لأول غزو أميركي في القرن الحادي والعشرين(3)، عرضًا مفصلًا لعملية اتخاذ قرار الغزو من طرف إدارة الرئيس بوش الابن، وكذلك نتائجها على الصعيد المحلي والعالمي. وهذا في حد ذاته يُعد مسألة إيجابية من الناحية الأكاديمية؛ لأن الباحث في موضوع العراق من وجهة نظر أميركية يواجَه دائمًا بسرية الملفات التي لم تُرفَع كليًّا عن المسألة العراقية في الولايات الأميركية(4)، إلا ما تسمح به اللياقة السياسية من خلال تصريحات بعض المسؤولين في إدارة بوش الابن، سواء أكان للصحافة أم في مذكراتهم. الشيء الذي يجعل كتابة التاريخ صعبة إلى حد كبير.

حلَّل الكتاب، في عشرة فصول(5)، قرار خوض الحرب من طرف القيادة الرئاسية الأميركية، وما حتمه من احتكاك بيروقراطي، متشنج في بعض الأحيان، بين الوكالات المعنية بالأمر، الممثلة في مجلس الأمن القومي National Security Council، ومن أهمها وزارة الدفاع Department of Defense ووزارة الخارجية Secretary of State ووكالة المخابرات Central Intelligence Agency…إلخ. وقد اعتمد ليفلر في سبيل ذلك على العديد من المقابلات الشخصية التي أجراها مع العشرات من كبار المسؤولين، الذين كانوا قريبين من عملية اتخاذ القرار داخل مجلس الأمن القومي. من بينهم وزير الخارجية، كولين باول Colin Powell (1937-2021)، ونائب الرئيس، ديك تشيني Dick Cheney، ومستشارة الأمن القومي، كوندوليزا رايس Condoleezza Rice، ونائب وزير الدفاع، بول وولفويتز Paul Wolfowitz، ومساعد وزير الخارجية للشؤون العسكرية-السياسية، ريتشارد كلارك Richard A. Clarke، ومدير مكتب نائب الرئيس، لويس ليبي (سكوتر) Lewis “Scooter” Libby، ومدير الخطابات في البيت الأبيض، مايكل غيرسون Michael Gerson. كما يقدم كذلك صورة كاملة لشخصية صدام حسين كما يراها المسؤولون الأميركيون عبر تصرفاته السابقة، بهدف توقع صحيح للسلوك المحتمل للرئيس العراقي.

بناء على ما سبق، إلى أي حد نجح ليفلر نجح في تقديم تصور جديد عن الغزو الأميركي للعراق؟ وهل تحليلاته جاءت بشيء جديد ومختلف عما كُتِب عن تلك الحرب؟ خصوصًا أنها كانت محط اهتمام الصحافي المخضرم، بوب وودورد(6) في كتاب بعنوان “خطة الهجوم”(7)، أحد المراجع الأساسية لفهم تفاصيل اتخاذ قرار الغزو، والذي يعود إليه ليفلر باستمرار في كتابه الأخير لتأكيد بعض الأحداث والمحادثات التي جرت بين المعنيين بقرار الحرب بصفة مباشرة.

  • بوش وصدام: شخصيتان مختلفتان ومواجهة مصيرية واحدة

يعتمد ليفلر على العديد من المراجع الأميركية أو الصادرة عن مراكز أميركية للحديث عن تاريخ صدام حسين منذ ولادته. فيقدم لقارئه الرئيسَ العراقيَّ السابق، الذي صقلته حياته القاسية، شخصية موهوبة وماكرة بذاكرة مذهلة، تمكنت من فهم القضايا الداخلية المعقدة والنجاح في الوصول إلى السلطة، بعد أن سطر أهدافه على النحو الآتي: ترسيخ السيطرة على حزب البعث؛ وقمع المعارضة الكردية والشيعية، وتعزيز قوة العراق، وتوحيد العالم العربي، وإبادة الصهيونية من الشرق الأوسط، والتصدي لشاه إيران؛ والاستعداد لتولي قيادة النظام الحاكم. ولتحقيق هذه الأهداف، كان صدام حسين “براغماتيًّا وانتهازيًّا”(8). وقد ظهرت “مكيافيلية” صدام في التعامل مع الأطراف كلها المتناقضة غاياتها في العراق؛ إذ أبان منذ كان نائبًا للرئيس السابق، أحمد حسن البكر (1914-1982)، عن مرونة كبيرة في التعامل مع الأوضاع السياسية الداخلية والإقليمية. فأحيانًا كان يدعم الوحدة العربية، وأحيانًا لا؛ ومرة يدعم الاقتصاد الاشتراكي، وأخرى القطاع الخاص؛ وإذا كان نظام البعث قد اتسم بالعلمانية، فإن صدام حسين كان مستعدًّا في كثير من الأحيان لتسخير الرمزية الدينية دعمًا وتعزيزًا لحكمه(9). كما أن علاقاته مع دول المعسكرين الشرقي والغربي لم تكن مبنية على أيديولوجيا معينة وثابتة، بل هي أيضًا كانت خاضعة لحسابات تحديث العراق بعد الطفرة النفطية ابتداء من أواسط السبعينات. فتعامل مع البرازيل لبناء السكك الحديدية، ومع الفرنسيين لبناء المصانع وللتسليح، ومع بلجيكا لتصميم مصانع الفوسفات، ومع ألمانيا الغربية واليابان ويوغوسلافيا لتبادل التكنولوجيا الجديدة. لكن يبقى الاتحاد السوفيتي أكبر شريك لصدام حسين، الذي وقَّع معه معاهدة صداقة تنص على تعاون يشمل الميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية والعلمية(10).

من جهة أخرى، لم تمنع البراغماتية صدام حسين من ارتكابه خطأ الدخول في حرب مدمرة دامت 8 سنوات، بـ”تخطيط عسكري ناقص وأهداف إستراتيجية غامضة”؛ إذ يقول ليفلر: إن صدام حسين لم يتوقع رد فعل الخميني بمواصلة الحرب في أرض المعركة، وفي الجبهة العراقية كذلك، بمساندته شيعة العراق(11).

بعد الحرب بسنتين احتل صدام حسين الكويت. جدير بالذكر أن ليفلر يعيد كتابةَ هذا الفصل من تاريخ المنطقة ومسؤولية الولايات المتحدة فيه. والحادث الذي يهمنا هنا هو المقابلة الشهيرة التي جرت بين الرئيس العراقي والسفيرة الأميركية في بغداد، إبريل غلاسبي April Glaspie، قبل الغزو، والتي أثارت لغطًا كثيرًا حول دور الولايات الأميركية في هذا الغزو، وهل أعطت بالفعل الضوء الأخضر لصدام حسين لاحتلال الكويت(12). يؤكد ليفلر أن غلاسبي لم تعط الرئيس العراقي الضوء الأخضر، “لكنها لم تقل إن الولايات المتحدة ستتدخل لمنع ذلك”(13). وكان عالم السياسة الأميركي الشهير، جون ميرشايمر، قد كتب في مقال عن تلك المقابلة “ربما لم تكن الولايات المتحدة تنوي إعطاء العراق الضوء الأخضر، لكن هذا ما فعلته”(14).

وهكذا رسم المؤرخ الأميركي صورة قاتمة لشخصية الرئيس العراقي السابق؛ ففضلًا عن براغماتية صدام وانتهازيته، يتحدث ليفلر عن “وحشية” صدام حسين وعدم قدرته على قراءة الأحداث الخارجية والتنبؤ بمآلات الأمور، مسلطًا الضوء على عدوانية وتعنت الرئيس العراقي وهما صفتان كانتا تطاردانه وتؤثران على حساباته، كما في رده المتسرع بأن العراق على استعداد لمحاربة الولايات المتحدة الأميركية عندما طالبته بسحب قواته من الكويت(15)، أو في الصعوبات التي واجهها وقت الحصار بين 1990 و2003 للسيطرة على عائلته والخصومات داخلها، أو في التعامل مع ملف أسلحة الدمار الشامل(16).

في المقابل، يرسم ليفلر لقرائه الرئيسَ الأميركي السابق، جورج بوش الابن، شخصيةً مختلفة تمامًا عن شخصية صدام حسين؛ فهو سليل عائلة عريقة وشديدة الثراء، يصفها ليفلر، على لسان جورج بوش الابن بأنها “عائلة مفعمة بالحب والالتزام والتوقعات العالية والمعايير الصارمة والمرونة والطموح والمال”(17).  وكل هذه الأمور كانت السبب في نجاحات الرئيس الأميركي السابق على المستوى الدراسي والعملي والسياسي، رغم تواضع إمكانياته الشخصية وسقوطه في براثن إدمان الكحول(18).  يسرد ليفلر تفاصيل كثيرة عن حياة بوش الابن، ولكن من اللافت للنظر أنه تغاضى عن مرحلة الخدمة العسكرية(19) التي لم تكن مكتملة، وفقًا للعديد من المراقبين والفاعلين العسكريين، أهمهم الكولونيل جيري كيليان الذي كان قد جاء بوثائق تفيد أن جورج بوش الابن لم يُكمِل الساعات المحددة للتمرين العسكري أثناء خدمته في الجيش، نظرًا للمعاملة التفضيلية التي كان يحظى بها بفضل وزن عائلته في الولايات المتحدة(20). لكن الجدير بالذكر هو أن المؤرخ ليفلر لا يناقش القضية بتاتًا، ولا يجادل في مصداقية الرأي الذي يقدم جورج بوش مواطنًا أميركيًّا قام بواجبه تجاه الولايات المتحدة بانخراطه في الجيش. كما يحاول جاهدًا تقديمه على أنه شخصية متزنة استطاعت أن تخرج بقوة إرادتها من براثن إدمان الكحول(21)، لتدخل عالم السياسة من بابه الواسع.

إن دفاع ليفلر عن جورج بوش الابن دفع به مثلًا إلى التقليل من أهمية شخص مثل كارل روف في حياة بوش الابن السياسية، ودوره في وصول هذا الأخير إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة. فليس من المبالغة القول: إنه لم يكن بإمكان جورج بوش الابن النجاح في الوصول إلى الرئاسة وقبلها إلى منصب حاكم ولاية تكساس من دون كارل روف(22)، ورغم ذلك لا يذكره ليفلر إلا منفِّذًا لاستراتيجية بوش الابن الانتخابية، عندما كان مرشحًا لمنصب حاكم ولاية تكساس(23)، أو شاهدًا على برودة أعصابه وهو يواجه أزمة أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001(24).

وفي محاولة لتأكيد اتزان شخصية بوش الابن، يذهب ليفلر إلى أنه رفض غير مرة اقتراحات من وولفويتز ورامسفيلد بأن يصبح العراق هدفًا مبدئيًّا، اعتمادًا على علاقته المفترضة بتنظيم القاعدة؛ فكان رده: “سنصل إلى العراق في الوقت المناسب”(25)، وظل مصممًا على ضرب أفغانستان. ويكيل ليفلر المديح لبوش الابن -مستعملًا كلمات المقربين منه- بوصفه “واثقًا ومصممًا، قوًّيا، ومركِّزًا، وواضحًا وعازمًا على العمل، حزينًا. . . ولكن لا يتأثر بحزنه… إلخ”(26)، أي على النقيض تمامًا من شخصية غريمه، صدام حسين. لكن كيف لهذه الشخصية التي يحيطها ليفلر بكل هذه الشمائل من الاتزان والبصيرة أن تُخطئ في تقدير نتائج الحرب على أفغانستان؟ لقد اختار ليفلر الدفاع عن بوش الابن رغم أن فترة رئاسته في رأي كثيرين تُعد من أسوأ الفترات الرئاسية في الولايات المتحدة(27). وقد اتسمت هذه الفترة بحرب البيت الأبيض على الصعيد الداخلي، وفي منطقة آسيا الوسطى. ورغم كل هذه الجبهات المفتوحة، لم ينسَ بوش الابن وعده بتوجيه ضربة عسكرية إلى العراق الذي كان تحت رقابة عسكرية أميركية. ويستشهد ليفلر بحديث أسرَّه بوش الابن إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، عن صدام حسين، في 23 فبراير/شباط 2001: “إن الشعب الأميركي لا يحبه… فهو لا يقبل قيمنا ولا يفهم سوى القوة”(28). ويعود ليفلر فيؤكد أن ما اتفق عليه بوش الابن وتوني بلير هو معاداة ومحاربة كلٍّ من أسامة بن لادن وصدام حسين وباقي الجهاديين لقتلهم أبرياء مدنيين(29).

خلال ما يقارب السنتين 2001-2003، أصبح صدام حسين عدوًّا للبيت الأبيض تجب إزاحته، وأضحى جورج بوش أكثر اقتناعًا بضرورة الحرب المباشرة على العراق، فكانت أسلحة الدمار الشامل هي الورقة التي يلوح بها لإقناع المترددين في إدارته بضرورة غزو العراق. وذلك رغم تأكيد المنسق القومي الأول للأمن وحماية البنية التحتية ومواجهة الإرهاب، ريتشارد كلارك، في عهد الرئيسين، كلينتون وبوش الابن، عدم وجود نية لدى صدام حسين لتطوير الأسلحة النووية، ناهيك عن استخدامها، وبالتالي لا يوجد “تهديد وشيك”(30) للولايات المتحدة الأميركية من هذه الناحية. لكن السواد الأعظم من المحيطين بالرئيس كانوا يعتقدون العكس. لقد كانت المخاوف كبيرة، ولم يفت ليفلر أن يحمِّل صدام حسين قسطًا من المسؤولية، لأنه “لم يفعل الكثير لتهدئة مخاوف الأميركيين أو تهدئة مشاعر صانعي السياسة في الولايات المتحدة”(31).

وفي المقابل، أغفل المؤرخ الأميركي التطرق إلى ادعاءات البيت الأبيض بشأن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل(32)، التي بنى عليها المحافظون الجدد موقفهم لغزو العراق. بل يعزوها إلى الخوف الكبير الذي كان يشعر به صنَّاع القرار في إدارة بوش الابن من عراق صدام حسين وإمكانية تشكيله خطرًا على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

  • قرار غزو العراق بين التوافقات السياسية الداخلية والاختلال الوظيفي الإداري

بعد انهيار حكومة طالبان في أفغانستان وإخلاء جهاديي تنظيم القاعدة لمعسكراتهم التدريبية هناك في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2001، أصبح غزو العراق مسألة وقت فحسب. ويمكن النظر إلى وزير الدفاع، دونالد رامسفيلد، ورئيس القيادة المركزية للولايات المتحدة الأميركية (USCENTCOM)، الجنرال تومي فرانكس Tommy Franks، على أنهما رجُلا تلك المرحلة المتحمسان للغزو، زيادة على ديك تشيني. ويسرد ليفلر في صفحات طويلة اجتماعاتهما المتتالية والحوارات التي كانت تدور بين هذين المسؤولين بشأن كيفية الهجوم على العراق، مع الاستفادة من دروس أفغانستان(33). بينما لم يكن كولن باول متحمسًا للحرب، وكان يفضل “عقوبات ذكية” تحد من استيراد العراق لقدرات عسكرية، وذلك قصد إضعافه على المدى البعيد. في حين كان بول وولفويتز يريد تسليح المعارضة العراقية، وفرض منطقة آمنة في جنوب العراق الذي يهيمن عليه الشيعة، والاعتراف بحكومة مؤقتة في مناطق خارج سيطرة النظام العراقي(34).

إن الاختلاف في الرأي بين مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى في مسألة تهم قرار استعمال القوة العسكرية الأميركية ضد دولة أخرى تعد مسألة طبيعية في أدبيات السياسة الخارجية الأميركية. ففي الحرب ضد أفغانستان، تمكن المسؤولون المعنيون بقرار الحرب من توحيد صفوفهم داخل مجلس الأمن القومي بشأن ضرورة الهجوم العسكري على طالبان ومعاقل تنظيم القاعدة، رغم اختلافاتهم على الكيفية والتوقيت(35).

من جهة أخرى، جرت العادة عند الدارسين الأميركيين لصنع القرار داخل مجلس الأمن القومي، أن يأخذوا بعين الاعتبار شخصية الرئيس الأميركي، لمعرفة مدى تدخله في القرار؛ وذلك قصد تصنيفه مُتخِذًا للقرار ومسؤولًا عنه مباشرة، أو مُفَوِّضًا للقرار إلى دائرة صغيرة من المقربين. وإن لم يخض ليفلر في هذه المسألة، باعتبارها من اختصاص مفكري علم السياسة، فقد قاربها في معرض دفاعه عن الرئيس جورج بوش الابن، مبرئًا إياه من مسؤولية ما حصل من دمار ومآسٍ في العراق: “لكن سياسته تجاه العراق انحرفت وأدت إلى مأساة، وهذا يتطلب تحليلًا أكثر صرامة مما قدمه الأكاديميون والنقاد والصحفيون. المقابلات والمذكرات تُقدم بعض الإجابات. وقد كان لدى الرئيس بوش الكثير من الصفات الإيجابية، ولكن الآخرين خدموه بشكل سيء؛ فقد فوض الكثير من السلطات ولم يرصد تنفيذ السياسات التي وافق عليها. لم يأمر الناس بفعل أشياء أو ينتقدهم لفشلهم. لم يصر على إجراءات صارمة”(36).

يبدو أن ليفلر، وهو يستميت في تلميع شخصية جورج بوش، لم تقنعه استطلاعات الرأي والكتب والمقالات وكذلك التقارير التي تذهب كلها في اتجاه نقد سياسات بوش ودائرته الصغيرة المتمثلة في ديك تشيني ودونالد رامسفيلد، وكذلك كوندوليزا رايس بدرجة أقل.

لم يجانب ليفلر الصواب عندما قال: إن بوش الابن “قد فوض كثيرًا من السلطات”، حتى أصبح يعرف في الأدبيات المتعلقة بصنع القرار في السياسة الخارجية الأميركية بالرئيس “المفوِّض-الحارس”. ووفقًا لأستاذ العلاقات الدولية في جامعة واشنطن، توماس بريستن: “المُفوِّضون لا يهتمون بشكل عام بصنع السياسات ويتطلبون القليل -أو لا يتطلبون- من المشاركة المباشرة أو السيطرة على العملية السياسية. المُفوضون يفضلون بشكل أقل الهياكل الاستشارية المركزية، وأكثر غير الرسمية المصممة لتعزيز مشاركة المرؤوسين”. وفي تعريف الحارس يقول توماس بريستن: “يتسم القادة بقلَّة التعقيد، لكنهم يمتلكون خبرة سياسية سابقة واسعة، تكشف عن الأسلوب الرئاسي اليقظ الحارس. إنهم يميلون إلى تجنب عمليات البحث الواسعة عن المعلومات السياسية أبعد مما يُعد مناسبًا، نظرًا لخبراتهم السابقة ومبادئهم الحالية أو وجهات نظرهم”(37).

وبالفعل، هذان التعريفان يصدقان على شخصية بوش الذي لم يكن كثير الاهتمام بالسياسة الخارجية، كما ظهر من تصريحاته في الحملة الانتخابية، وحتى في فترة رئاسته؛ فقد ظهر جهله بمجريات الأحداث الخارجية، وأسماء بعض الرؤساء والدول.  وهو يقرأ مجريات الأحداث وفق مبادئه وأيديولوجية أسرته اليمينية المحافظة؛ مما دفع أحد الدارسين لعملية اتخاد القرار في السياسة الخارجية الأميركية إلى القول عن جورج بوش الابن: إنه “غالبًا ما يستخدم المقارنات والصور النمطية لفهم المعلومات ونقلها”(38). بصيغة أخرى، كل المعلومات التي كانت تصل إلى مكتب جورج بوش الابن عن صدام حسين، كان يفهمها انطلاقًا من مرتكزاته الفكرية والأيديولوجية، فأسفر ذلك عن صورة لصدام حسين تُظهره شخصًا “شريرًا” معاديًا للثقافة الأميركية، كما جرى على لسان جورج بوش نفسه وسبق ذكره.

إن هذا التنميط الذي ترتكز إليه بعض القرارات الرئاسية على مستوى السياسة الخارجية الأميركية ليس بالأمر الجديد ولم تتفرد به إدارة جورج بوش الابن وحدها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تعاملت إدارة الرئيس رونالد ريغان Ronald Reagan (1911-2004) مع العقيد معمر القذافي (1942-2011) بالمنطق نفسه، عندما قررت توجيه الضربة الجوية إلى مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين في 14-15 أبريل/نيسان 1986، والتي عرفت بعملية El Dorado Canyon .

لقد انشغلت إدارة ريغان بقضية الإرهاب؛ إذ تحولت الأولويات من حقوق الإنسان في زمن حكومة جيمي كارتر Jimmy Carter السابقة لها، إلى مكافحة الإرهاب باعتبارها المحرك التوجيهي للسياسة الخارجية الأميركية زمن رونالد ريغان. كما أضحى القذافي منذ 1981 في نظر الإدارة الأميركية “سرطانًا يجب التخلص منه”(39)، وفقًا لتعبير الجنرال ألكسندر هيغ Alexander Haig (1924-2010)، وزير الخارجية آنذاك؛ لأن القائد الليبي كان يدعم الإرهاب، حسب الإدارة الأميركية. وبالنهج نفسه الذي سيسلكه بوش الابن بعد ذلك، فإن إدارة ريغان خاضت تجربة محاربة الإرهاب على الصعيد الدولي، وقد قال هيج نفسه: إنه “لا حدود بين إرهابيي الألوية الحمراء والنازيين الجدد والحركات الثورية في إفريقيا وأميركا الوسطى، وكلهم مدعومون من الاتحاد السوفيتي”(40).

في هذه الأزمة أيضًا وخلال فترة رئاسته، كان ريغان رئيسًا مُفوِّضًا-حارسًا(41) وفق تصنيفات توماس بريستن للشخصية الرئاسية، وهو كثير الشبه بجورج بوش الابن في طريقة اتخاذ القرار واعتمادهما على دائرة مصغرة من المقربين، يفوضها الأمور، مع الحفاظ على قراءة ذاتية لمجريات الأحداث الخارجية وفق أيديولوجية اليمين المحافظ التي تربى في كنفها كل من ريغان وبوش الابن. لكن التوافقات بين الرئيسين، ريغن وبوش الابن، تقف عند هذا الحد، نظرًا لوجود اختلافات جوهرية بينهما، يسردها المؤرخ وكاتب سِيَر الرؤساء، جيمس ماكغريوار برنس؛ إذ يؤكد أن بوش الابن ونائبه، تشيني، أساءا استعمال السلطة التنفيذية، واستغلا أسرار الدولة. وبهذا يشبِّه برنس جورج بوش الابن بالرئيس ريتشارد نيكسون بدل ريغان(42).

لم يذهب ليفلر في كتابه إلى مثل هذا التأصيل النظري الذي نجده في أبحاث أخرى عُنيت بمسألة اتخاد القرار الخارجي في مجلس الأمن القومي الأميركي. لكن التفاصيل التي يرويها عن قرار غزو العراق، تؤكد استنتاجًا واحدًا وهو أن شخصية جورج بوش هي شخصية الرئيس “المفوض-الحارس”، التي اعتمدت على أشخاص معينين وهم من أقروا غزو العراق بالدرجة الأولى. وطبعًا هذا لا يُعفي بوش من المسؤولية وفق تصنيف توماس بريستن. لكن ليفلر كان له رأي آخر.

ففي دفاعه عن جورج بوش الابن، يولي المؤرخ الأميركي أهمية كبرى للتقارير الاستخباراتية التي كانت تسير في اتجاهين. الاتجاه الأول يبحث في علاقة النظام العراقي بالقاعدة والتنظيمات الجهادية والفدائية، التي تصنفها واشنطن إرهابية، والأهم من هذا علاقة العراق بأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001. وقد كان ديك تشيني مقتنعًا بتورط العراق فيها. هذا على الرغم من أن مايكل موريل Michael J. Morell الموجز اليومي للرئيس الأميركي كان يؤكد دائمًا في اجتماعاته الصباحية مع الرئيس عدم وجود أي علاقة للعراقيين بأحداث 11 سبتمبر/أيلول(43). هذا النفي نجده أيضًا عند كولن باول، ويأتي على ذكره بوب ودوورد في معرض حديثه عن لقاء دار بين تشيني وباول بشأن هذه النقطة(44).

أما الاتجاه الثاني، فيذهب إلى إمكانية تطوير العراق أسلحة الدمار الشامل واستعمالها ضد الولايات المتحدة وحلفائها، خصوصًا إسرائيل. ولئن كان يوجد اختلاف في الرأي بين المسؤولين الأميركيين بشأن علاقة النظام العراقي بالإرهاب الدولي، فإن المعنيين منهم بقرار الحرب كانوا يُجمعون على امتلاك النظام العراقي أسلحة الدمار الشامل. وهذا ما يؤكده ريتشارد هاس Richard N. Haass مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية والمستشار الذي كان مقربًا من وزير الخارجية، كولن باول: “لم يجادل أي مُحلل استخبارات أو أي شخص آخر في هذا الشأن علانية في جميع اجتماعاتي طوال سنواتي في الحكومة، أو يُسِرُّ لي على انفراد أن العراق لا يمتلك أي شيء من أسلحة الدمار الشامل”(45).

هذا ما يؤكده أيضًا فرانكلين ميلر Franklin Miller، الذي كان في تلك الفترة يشغل منصب مساعد خاص للرئيس جورج بوش الابن ومديرًا أول لسياسة الدفاع ومراقبة التسلح في مجلس الأمن القومي، في حوار أجراه معه ليفلر عام 2011. كما أن الجنرال تومي فرانكس، في حوار له مع ليفلر في 2015، يؤيد كذلك هذا الرأي، مستقيًا المعلومة من فم حسني مبارك مباشرة؛ إذ قال الرئيس المصري للجنرال الأميركي: “أقول لكم الحقيقة، صدام، لديه أسلحة دمار شامل. وقال لي إنه سوف يستخدمها ضدكم”(46).

هكذا أصبح ضرب العراق ضرورة، بعد أن أصبحت العلاقة بين الإرهاب الدولي وامتلاك أسلحة الدمار الشامل مسألة واضحة في ذهن بوش، فوصف العراق، في 29 يناير/كانون الثاني 2003، أنه أحد أضلاع “محور الشر” الذي يهدد السلام في العالم(47).

خاتمة

جرى غزو العراق في مارس/آذار 2003، واستمر نحو شهر، دون أن تجد القوات الأميركية أي أثر لأسلحة الدمار الشامل التي كانت حُجة أساسية للغزو. لكن ليفلر لا يعير اهتمامًا للمسألة. لهذا ستأتي خاتمة كتابه على شكل مسودة دفاع عن قرار جورج بوش الابن بغزو العراق؛ فوظف ثلاثة مفاهيم/مصطلحات لشرح وفهم أو تفهم قرار الغزو، هي: الخوف والقوة والغطرسة، مؤكدًا أن “بوش كان قد قرر مواجهة صدام وليس غزو العراق”(48)؛ فالذي أنتج الغزو في رأي ليفلر، هو:

أولًا: الخوف المتنامي من حدوث ضربة أخرى كالتي حدثت في 11 سبتمبر/أيلول 2001. ورغم أن هذا لا يجيب عن سؤال: ما علاقة العراق بهذه الأحداث الإرهابية، لكن ليفلر يصور لقارئه بوش الابن رئيسًا يشعر بالذنب حيال الهجوم الذي فشل في تجنبه. وأكثر من ذلك، يبرر ليفلر قرار الرئيس الأميركي بغزو العراق بأنه كان لديه دافع مقنع للتصرف وهو “مسؤوليته عن حماية الشعب الأميركي”(49).

ثانيًا: القوة منقطعة النظير التي بإمكان الولايات المتحدة استخدامها للتعامل مع المخاطر. لا يخفي ليفلر فخره بالقوة العسكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة، والتي تتفوق بها على جميع دول العالم. ويرى أن استخدام القوة الجوية والقوات الخاصة والتقنيات الجديدة لطرد طالبان من كابول عززت لدى أميركا ذلك الشعور بالقوة(50)؛ فامتلاك القوة، أدى إلى اقتناع بوش الابن وإدارته بإمكانية إطاحة النظام العراقي بسهولة.

ثالثًا: الغطرسة التي دفعت بوش إلى الاعتقاد بأن النظام الأميركي الرأسمالي الديمقراطي قد أثبت تفوقه في المعارك السابقة ضد النازية والشيوعية. وبناء على ذلك، ادعى بوش الابن أنه يسعى إلى تحرير الشعب العراقي(51) لينعم بالديمقراطية. وبغضِّ النظر عن تخصيص الشعب العراقي بهذا “الامتياز”، فإن تلك الفكرة كان يروج لها المدافعون عما يسمى بـ “عقيدة بوش” التي ترتكز على الضربة الوقائية ضد كل عدو محتمل وتعزيز تغيير الأنظمة غير الديمقراطية إلى أنظمة ديمقراطية(52).

وفي الأخير، ينهي ليفلر كتابه بدفاع مستميت عن إدارة بوش الابن، ذاهبًا في الاتجاه المعاكس للكتابات التي ألقت بعبء مآسي هذه الحرب على الكذب والشطط في استعمال السلطة اللذَين مارسهما العديد من المسؤولين في إدارة بوش، بمن فيهم الرئيس نفسه، كما رأينا عند جيمس ماكغريوار برنس. أما ليفلر فيقول: “لا تحدث المأساة بسبب سوء نية وغباء وفساد القادة، بل تحدث عندما يسعى الأشخاص الجادون والمسؤولون إلى فعل الشيء الصحيح، وينتهي بهم الأمر إلى جعل الأمور أسوأ بكثير. نحن بحاجة إلى التفكير في ذلك لفهم السبب، نحن بحاجة إلى التفكير فيما يحدث عندما يكون كثير من الخوف، والقوة، والغطرسة والحذر غير كاف”(53).

على الرغم مما سجلناه من مؤاخذات على كتاب ليفلر، فإنه غني بالتفاصيل الدقيقة عن مرحلة مهمة من تاريخ الولايات المتحدة الأميركية ومنطقة الشرق الأوسط والعالم، وحاول أن يقدم تفسيرًا جديدًا لأحداث الغزو يبرئ به الأشخاص المعنيين بالقرار، والذين يَفترض فيهم ليفلر الصواب؛ مما جعله يتجاهل العديد من الوثائق والكتابات التي تثبت سوء نيتهم.

وفي الأخير، وجب التنويه باعتراف ليفلر بالجميل لكل من قدم له يد المساعدة ليتمكن من نشر كتابه، ابتداء من كبار المسؤولين إلى أصغر طلبته الذين ذكرهم بالاسم. وهذا الاعتراف في حدِّ ذاته يُعد درسًا في التواضع العلمي يتحلى به العديد من الباحثين الأميركيين.

المراجع

 

  • Melvyn Leffler, Confronting Saddam Hussein: George W. Bush and the Invasion of Iraq (New York: Oxford University Press, 2023), 368 pages.

هذا وسنعتمد على ترقيم الصفحات في الهوامش على النسخة الإلكترونية.

  • الحديث هنا عن الغزو الأميركي لبلدان أخرى دون اعتبار للمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة. فقد تدخلت الولايات الأميركية بالقوة العسكرية في العديد من البلدان في القرنين التاسع عشر والعشرين، كان آخرها في باناما سنة 1989. ويعد غزو العراق في 2003، أول تدخل أميركي عسكري خارج إطار الشرعية الدولية في الألفية الثالثة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الغزو سبقه تدخل في أفغانستان في 2001-2002، لكن كان بغطاء دولي، بعد ضغوط الولايات المتحدة على حلفائها لإجازة قرار التدخل.
  • مِلفين بول ليفلر: مؤرخ متخصص في الحرب الباردة والسياسة الخارجية الأميركية خلال النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين. من مؤلفاته: “من أجل روح البشرية For the Soul of Mankind “(2007)، الذي فاز بجائزة جورج لويس بير George Louis Beer Prize من الجمعية الأميركية التاريخية، و”رجحان القوةA Preponderance of Power ” (1993) الذي فاز بجوائز بانكروفت وهوفر وفيريل the Bancroft, Hoover, and Ferrell Prizes في 2010. كما شارك في تحرير ثلاث مجلدات عن الحرب الباردة Cambridge History of the Cold War، صدرت في 2010. وفضلًا عن انشغالاته الأكاديمية، شغل ليفلر منصب رئيس جمعية تاريخ العلاقات الخارجية الأميركية، كما عمل في مكتب وزير الدفاع خلال إدارة الرئيس الأميركي، جيمي كارتر، في سبعينات القرن الماضي، في مجال الحد من التسلح والتخطيط للطوارئ بصفته عضوًا في مجلس العلاقات الخارجية (Council on Foreign Relations)، وهو مجمع تفكير (Think tank)‏ أميركي مستقل، متخصص في تحليل سياسات الولايات المتحدة الخارجية والوضع السياسي الدولي.
  • ما زال الملف العراقي يحتفظ بالعديد من أسراره لدى المسؤولين الأميركيين مع بعض الاستثناءات، رفعت السرية عن بعض جوانبه من طرف مؤسسة كارنيجي الأميركية والتي استفاد منها ليفلر في كتابه.
  • وهي: 1- صدام حسين، 2- جورج بوش الابن، 3- 11/9، 4- العراق، 5- الدبلوماسية القسرية، 6- علاقة خاصة، 7- اتخاذ القرار، 8- حل، 9- مهمة ملتوية، 10- خاتمة: الخوف والقوة والغطرسة.
  • يعد بوب ودورد، من أهم الصحافيين الاستقصائيين في الولايات المتحدة، منذ أن سطع نجمه، مع زميله كارل برنستين في جريدة “واشنطن بوست”، بتفجير فضيحة ووترغيتWatergate scandal التي أدت إلى استقالة الرئيس الأميركي السابق، ريتشارد نيكسون Richard Nixon  (1913-1994)، سنة 1974. بعد ذلك سيتخصص بوب ودورد أكثر في صناعة قرارات السياسة الخارجية في البيت الأبيض.
  • Bob Woodward, Plan of Attack (New York: Simon & Schuster, 2004), 480 pages.
  • Melvyn Leffler, Confronting Saddam Hussein, op cit., p. 24-25.
  • , p. 24-25
  • , p. 25-26.
  • , p. 32.
  • وفقًا لتلك المقابلة الشهيرة، قرر صدام حسين الهجوم على الكويت في يوليو/تموز 1990، لكن قبل ذلك التقى بسفيرة الولايات المتحدة، إبريل غلاسبي، لمعرفة رد فعل بلادها؛ فقالت للرئيس العراقي: “ليس لدينا رأي في النزاعات العربية-العربية، مثل الخلاف الحدودي مع الكويت”. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أبلغت صدام حسين في وقت سابق أن واشنطن ليس لديها التزامات دفاعية أو أمنية خاصة تجاه الكويت. انظر في هذا الصدد:

R.A. Abrams, Reinterpreting Saddam Hussein’s Meeting with April Glaspie: Toward a Comic         Corrective of an American Victimage Ritual (Indiana University, 1996.

  • Melvyn Leffler, Confronting Saddam Hussein, op cit., p.
  • John J. Mearsheimer and Stephen M. Walt, “An Unnecessary War”, Foreign Policy, no. 134, p. 54.
  • Melvyn Leffler, Confronting Saddam Hussein, op cit., p.
  • , p. 40.
  • , p. 47.
  • , p. 49.
  • يشير ليفلر إلى أن جورج بوش الابن، عندما أنهى دراسته بجامعة ييل، عاد إلى ولاية تكساس (معقل العائلة) ليلتحق بالحرس الجوي الوطني، وبعد ذلك لمساعدة والده (جورج بوش الأب) في الحملة الانتخابية لمجلس الشيوخ الأميركي عام 1970، وتهيأ الولوج إلى كلية هارفارد للأعمال. انظر:

Ibid., p.  47-48.

  • انظر في هذا الصدد:

Kevin Drum, “The Bush National Guard Story Lives!”, Mother Jones Magazine, April 16, 2012, URL: https://bit.ly/3GFpVrT,

(تاريخ الدخول: 12 أبريل/نيسان 2023).

  • , p. 49.
  • انظر على سبيل المثال:

Wayne Slater and James C. Moore, Bush’s Brain. How Karl Rove Made George W. Bush Presidential (New York: John Wiley & Sons, Inc., 2003(, 416 pages.

Craig Unger, Boss Rove. Inside Karl Roves Secret Kingdom of Power (New York: Scribner, 2012), 320 pages.

  • Melvyn Leffler, Confronting Saddam Hussein, op cit., p. 50.
  • , p. 85.
  • , p. 89.
  • , p. 92.
  • انظر على سبيل المثال:

David Austin Walsh, “Historians Still Despise George W. Bush”, History News Network, April 26, 2013, URL: https://bit.ly/43pNZsC,

(تاريخ الدخول: 13 أبريل/نيسان 2023).

  • Melvyn Leffler, Confronting Saddam Hussein, op cit., p. 121.
  • , p. 121.
  • , p. 131.

تجدر الإشارة إلى أن وثائق مجلس الوزراء البريطاني، التي أُفرج عنها مؤخرًا، “تثبت علم رئيس الوزراء البريطاني، آنذاك، توني بلير، بأن العراق لم يكن يملك أي قدرات لامتلاك أسلحة محظورة وفقًا لقرارات الأمم المتحدة الصادرة قبل وبعد إخراج الجيش العراقي من الكويت في شهر فبراير/شباط عام 1991 في أعقاب عملية سميت باسم عاصفة الصحراء.” وانظر في هذا الصدد: عـامــــر سلطـــــان، “العراق في الوثائق البريطانية: بلير وبوش “كانا متأكدين قبل الغزو بعامين من عدم قدرة نظام صدام على تطوير أسلحة محظورة””، بي بي سي نيوز عربي، 21 فبراير/شباط 2023، (تاريخ الدخول: 14 أبريل 2023)، https://bbc.in/3mokEyg

  • , p. 138.
  • اعترف وزير الخارجية، كولن بأول، بعد ذلك بأن خطابه الذي اتهم فيه العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل أمام مجلس الأمن، في 5 فبراير/شباط 2003، سيظل نقطة سوداء في ملفه. – انظر:

Liberation et AFP, “Colin Powell, architecte de la guerre américaine en Irak, est mort”, Journal Liberation, 18 Octobre 2021, URL: https://bit.ly/41jIWst,

(تاريخ الدخول: 14 أبريل/نيسان 2023).

  • كانت القيادات الأميركية منتشية بالانتصار الساحق الذي حققته في أفغانستان في الأسابيع الأولى من حربها على الإرهاب. لهذا أصبح التفكير في ضرب العراق مسألة ملحَّة، خصوصًا لدى العسكريين في إدارة المحافظين الجدد. ويؤكد ذلك ليفلر في معرض حديثه عن اجتماع جرى بين رامسفيلد وفرانكس، في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2001؛ إذ استهزأ القياديان بفكرة “المستنقع الأفغاني” التي أصبحت متداولة منذ تلك الفترة. – انظر:

Melvyn Leffler, Confronting Saddam Hussein, op cit., p. 142.

لقد غرقت القوات الأميركية في “مستنقع أفغاني”، لم تخرج منه إلا بالانسحاب من أفغانستان الذي بدأته إدارة الرئيس باراك أوباما وأنهته إدارة بايدن. – انظر قرار الانسحاب على موقع البيت الأبيض:

White House, “U.S. Withdrawal from Afghanistan”, April 06, 2023, URL: https://bit.ly/3oc625t,

(تاريخ الدخول: 15 أبريل/نيسان 2023).

  • Melvyn Leffler, Confronting Saddam Hussein, op cit., p.
  • , p. 75-76.
  • , p. 321.
  • Thomas Preston, The President and His Inner Circle: Leadership Style and the Advisory Process in Foreign Affairs, (New York, Columbia University Press, 2001), p. 24, 32.
  • Charles – Philippe David, Au sein de la Maison-Blanche – La formulation de la politique étrangère des États-Unis (Quebec: Presses de l’Université Laval, 2004), p. 810-811.
  • Seymour M. Hersh, “Target Qaddafi”, New York Times Magazine, February 22 1987, p. 24.
  • Robert Charvin et Jacques Vignet -Zuns, Le syndrome Kadhafi, (Paris: Editions Albatros, 1987), p. 112.

للاستزادة من أسلوب ريغان في اتخاذ القرارات، انظر:

Michael Schaller, Reckoning with Reagan. America and Its President in the 1980s, (New York: Oxford University Press, 1992), p. 122-126.

  • James MacGregor Burns, Running Alone. Presidential Leadership, JFK to Bush II, (New York: Basic Books, 2006), p. 156-176.
  • اعتمدت الاستخبارات الأميركية في هذا الاتهام على صورة قدمتها الاستخبارات التشيكية لمحمد عطا، أحد انتحاريي القاعدة، في 11 سبتمبر/أيلول 2001، مع أحد رجالات الاستخبارات العراقية في العاصمة براغ. الصورة كانت غير واضحة، ومع ذلك تم أخذُها بعين الاعتبار من طرف ديك تشيني وجورج بوش الابن.

Melvyn Leffler, Confronting Saddam Hussein, op cit., p. 125.

يعتمد ليفلر في سرد هذه المعلومة على مذكرات ديك تشيني وكتاب الموجز اليومي للرئيس الأميركي مايكل موريل:

Dick Cheney, with Liz Cheney, In My Time (New York: Threshold Editions, 2011)

Michael Morell, The Great War of Our Time: The CIA’s Fight against Terrorism from Al-Qa’ida to ISIS (New York: Twelve, 2015)

وعلى سبيل المقارنة، لا نجد هذه المعلومة عن اعتماد الاستخبارات الأميركية على نظيرتها التشيكية في إيجاد علاقة بين العراق وأحداث سبتمبر/أيلول عند بوب وودورد في كتابه “”Plan of Attack الذي صدر في 2004 قبلهما بسنوات، والذي يعتمد عليه ليفلر كثيرًا في تفاصيل قرار الغزو.

  • Bob Woodward, Plan of Attack, op cit., p. 177.

وتجدر الإشارة إلى أن وودورد يقدم تفاصيل أكثر من ليفلر عن صراع المعنيين بالأمر من المحيطين بالرئيس بوش الابن، بينما مال ليفلر إلى إظهار التوافقات أكثر.

  • Richard N. Haass, War of Necessity, War of Choice: A Memoir of Two Iraq Wars (New York: Simon & Schuster, 2009), p. 230.
  • Melvyn Leffler, Confronting Saddam Hussein, op cit., p. 225.
  • , p. 155.
  • , p. 322.
  • , p. 323.
  • , p. 323.
  • انظر في هذا الصدد:

Robert G Kaufman, In the defense of the Bush Doctrine (Lexington: University Press of Kentucky, 2007). 264 pages.

  • Melvyn Leffler, Confronting Saddam Hussein, op cit., p. 331-332.